.. ومن ذلك: ما أجراه الله تعالى على يد الصالحة العابدة سارة - رضي الله عنها وأرضاها - امرأة نبي الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، فإنها قد بشرت بالولادة وهي عجوز كبيرة لا يلد مثلها، قال تعالى: ? وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ?.
... ومن ذلك: ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في حديث النفر الثلاثة - وقد تقدم في التوسل - انطبقت عليهم الصخرة، فدعوا الله تعالى بصالح أعمالهم فاستجاب الله لهم وفرج عنهم أمر هذه الصخرة بلا فعل إنسان وإنما كرامة من الله تعالى لهم على صلاحهم وتوسلهم بهذه الأعمال الصالحة.
... ومن ذلك: ما رواه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( بينما رجل يمشي بأرض فلاة إذ سمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حَرَّةٍ فانتهى إلى الحرة، فإذا هي أذناب شراج وإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت الماء، فتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلان، الاسم الذي سمع في السحابة، فقال له. يا عبد الله لِمَ سألتني عن اسمي؟ قال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، باسمك فما تصنع فيها؟ قال: إن قلت هذا فإني أنظر إلى ما خرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل وعيالي ثلثه، وأرد فيها ثلثه ) )، وهذه كرامة أجراها الله تعالى على يد هذا العبد الصالح، جزاء هذا العمل الصالح الذي يعمله في حديقته.