فهرس الكتاب
الصفحة 498 من 614

.. ويدل على ذلك أيضًا حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله ? أنه قال: (( إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم وأنهم لو أرسلوا على الناس لأفسدوا عليهم معايشهم ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفًا فصاعدًا ) )وسنده جيد.

... قال ابن حجر: (( ولم نر هذا - أي القول الآخر - عند أحد من السلف إلا عن كعب الأحبار، ويرده الحديث المرفوع: (( إنهم من ذرية نوح ) )ونوح من ذرية حواء قطعًا )) ا. هـ.

... وذكر ابن كثير: (( أن يأجوج ومأجوج من ولد يافث أبي الترك، ويافث من ولد نوح - عليه السلام - ) )ا. هـ.

... فهذا يبين أن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم وحواء - عليهما السلام - ولا اعتداد بقولٍ يخالف هذا القول.

... وأما الذي بنى السد بينهم وبين الناس فهو ذو القرنين الرجل الصالح والمجاهد العظيم، وذلك ثابت بالقرآن كما في قوله تعالى: ? حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولاً. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا ... ? الآيات بعدها.

... وأما مكانه بالتحديد فإنه لا يعرف ولا مطمع في معرفته ولم نكلف التعرف عليه، بل نحن مأمورون بالابتعاد عنه؛ لأن وراءه فتنة عظيمة ولا ينبغي تعريض النفس للفتن، ولأن يأجوج ومأجوج أمتان مفسدتان عدوتان لنا، والطمع في التعرف على مكانهم بالتحديد هو من باب تمني لقاء العدو، وقد نهينا عن ذلك، ويكفي من ذلك أن نؤمن بخروجهم ووجودهم، والله أعلم بما وراء ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام