فهرس الكتاب
الصفحة 483 من 614

.. ثانيها: سكنى المدينة أو مكة، فإن ساكنها معصوم من هذه الفتنة إن كان ذا إيمان صادق، فإن الله تعالى حرم على الدجال أن يطأ أرض المدينة ومكة، ففي حديث أبي سعيد ? قال: حدثنا رسول الله ? يومًا حديثًا طويلاً عن الدجال، فكان فيما يحدثنا به أنه قال: (( يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ... ) )الحديث، متفق عليه.

... وعن أنس بن مالك ? قال: قال رسول الله ?: (( ليس من بلدٍ إلى سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة حافين تحرسها فينزل المدينة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج منها كل كافرٍ ومنافق ) )رواه مسلم.

... وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه: (( وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة ... ) )الحديث، وسنده صحيح، والله أعلم.

... ثالثها: تعلم العلم الشرعي، فإنه أعظم سلاح يدافع به المؤمن هذه الفتنة وغيرها من الفتن، فإن من عرف علامات الدجال وصفاته بدراسة الأدلة عرف حقيقة أمره، فلا ينخدع بما يجريه الله على يديه، فإن العلم يورث البصيرة، وصاحب البصيرة المستنيرة بالكتاب والسنة لا ينزلق وراء هذه الدعايات الكاذبة والفتن الزائغة، وإنما الخوف على الجهلة الذين أشغلتهم دنياهم عن آخرتهم وآثروا العاجل على الآجل، فعصفت بهم الشهوات وغرقوا في مستنقع الشبهات، نعوذ بالله من حال أهواء النفوس ونزعات الشياطين ومضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، والله أعلم.

... رابعها: أن يعتقد المؤمن الاعتقاد الجازم أنه لن يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت، ولذلك فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي ? حذر الناس الدجال وقال: (( إنه مكتوب بين عينه كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن ) )وقال: (( تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام