فهرس الكتاب
الصفحة 459 من 614

.وليس المراد بهذه الأحاديث كل من ادعى النبوة، فإنهم كثير لا يحصون، وإنما المراد من ادعى النبوة وصارت له شوكة وكثر أتباعه وعظمت به الفتنة كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وسجاح ولكنها رجعت إلى الإسلام، وطليحة بن خويلد الأسدي ولكنه تاب ورجع إلى الإسلام وحسن إسلامه، والمختار بن أبي عبيد الثقفي، وغير هؤلاء.

... وقد روى الإمام أحمد في المسند بإسنادٍ صحيح من حديث حذيفة ? قال: (( في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي ) )، فدل هذا الحديث أن من هؤلاء الكذابين المدعين للنبوة أربع نسوة، والله أعلم.

... ومن الأشراط أيضًا: ظهور نار في أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، فعن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ) )متفق عليه.

... وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام أربعٍ وخمسين وستمائة، وكانت نارًا عظمية كما وصفها وأفاض في وصفها من عاصرها من العلماء كأبي شامة، والنووي وغيرهم، ولكن أنبهك على أمر مهم وهي أن هذه النار المذكورة في الحديث ليست هي النار التي تخرج في آخر الزمان والتي تحشر الناس إلى محشرهم، فإن هذه الأخيرة من الأشراط الكبرى، وتلك من الأشراط الصغرى، وسيأتي ذكرها - إن شاء الله تعالى -، والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام