فهرس الكتاب
الصفحة 458 من 614

.ومن الأشراط الصغرى: فتح بيت المقدس، فقد جاء في حديث عوف المذكور آنفًا: (( اعدد ستًا بين يدي الساعة ) )، وذكر منها: (( وفتح بيت المقدس ) )، وقد تم هذا الفتح في عهد عمر بن الخطاب ? سنة ست عشرة من الهجرة، وذهب عمر بنفسه وصالح أهلها وفتحها وطهرها من اليهود والنصارى، وبنى بها مسجدًا في قبلة بيت المقدس، والله أسأل أن يعيد هذا الفتح في هذا الزمان الذي سيطر فيه أولاد القردة والخنازير على هذه البقعة الطاهرة وما ذلك على الله بعزيز.

... ومن الأشراط أيضًا: طاعون عمواس، وهي بلدة بفلسطين على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، فقد جاء في حديث عوفٍ السابق: (( اعدد ستًا بين يدي الساعة ) )وذكر منها: (( ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ) ).

... فقوله: (( موتان ) )هو عبارة عن الموت الكثير الوقوع، وقوله: (( قعاص الغنم ) )هو داء يصيب الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة.

... وقد ذكر ابن حجر - رحمه الله تعالى - أن هذه الآية يقال إنها خرجت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس، فقد انتشر هذا الوباء العام في كورة عمواس ثم انتشر في الشام جميعها، فمات فيه خلق كثير من الصحابة وغيرهم، فقد مات فيه أكثر من خمسة وعشرين ألفًا من المسلمين، فنعوذ بالله من البلاء والوباء، والله أعلم.

... ومن الأشراط أيضًا: ظهور المدعين للنبوة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ? عن النبي ? قال: (( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله ) )، وفي حديث ثوبان ? قال: قال رسول الله ?: (( لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ) )رواه أبو داود والترمذي بإسنادٍ صحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام