.. ج 316: نعم وعلى الرحب والسعة ولا منة لي في ذلك، بل الفضل كله والخير كله والمنة كلها لله جل وعلا، فهو الموفق والهادي والمنعم والمتفضل، فالحمد لله على فضله وإحسانه أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، وما أنا إلا خويدم لك في إيصال ما فتحه الله علي من العلم النافع وأعوذ بالله من غرور النفس ومن الرياء، وأسأله جل وعلا الإخلاص في القول والعمل.
... فأقول: الأمثلة على موالاة الكفار كثيرة، ولكن نذكر لك أهمها فأقول:
... منها: الرضا بكفرهم وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهبٍ من مذاهبهم الكافرة، وهذه الصورة ناقضة للتوحيد من أساسه وقد جعلها العلماء من جملة نواقض الإسلام، فنبرأ إلى الله منها ومن أهلها، والله أعلم.
... ومنها: التولي العام للكفار باتخاذهم أنصارًا وأعوانًا وأصدقاء وإخوانًا أو الدخول في دينهم أو إعانتهم على مراسم كفرهم بقولٍ أو عمل، والله المستعان.
... ومنها: التحاكم إليهم عند نزول الحوادث وترك التحاكم للشريعة، فما أن تنزل نازلة بالمسلمين إلا ويرفعون الأمر إلى الكفار ليحكموا فيه، وهذا خطير جدًا؛ لأنه نوع من الإيمان بما هم عليه من الكفر، قال تعالى: ? ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدًا ?، والله أعلم.
... ومنها: مودتهم ومحبتهم والسعي الحثيث في تحقيق ما يرضيهم ولو كان على حساب الإسلام وقضاياه، وهذا مزلق خطير وطامة كبيرة، قال تعالى: ? لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... ? الآية.