فهرس الكتاب
الصفحة 397 من 614

ومنها: ما رواه ابن بطة بإسناد صحيح إلى أبن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة) .

ومنها: ما رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان بإسناده أن يزيد بن هزاري لقي سعيد بن جبير بأصبهان فقال له: أن رأيت أن تفيدني مما عندك؟ فحبس دابته وقال: قال لي أبن عباس: أحفظ عني ثلاثا: إياك والنظر في النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة، وإياك والنظر في القدر، فإنه يدعو إلى الزندقة وإياك وشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكبك الله على وجهك في النار يوم القيامة) وقد أنعقد إجماع أهل العلم على تحريم سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تأيد ذلك بالمعقول أيضاً وذلك من وجوه:

الأول: أن سبهم مفض إلى ترك ما بلغوه من اشرع، إذ كيف يأخذ التشريع ممن يستحق اللعنة، ففي الحقيقة أن سبهم يؤدي على نسف الشريعة، وناهيك بهذا الأمر فضاعة وجرما فكان سبهم حراما وعظيمة من عظائم الآثام لأنه يفض إلى هذه النتيجة الخطيرة. وهو الذي يريده الرافضة عليهم لعائن الله المتتابعة، فالطعن في الصحابة والتجريح لهم مفاده إبطال جميع الأحكام الشرعية التي هم نقلتها ورواتها والمبلغون لها.

الثاني: أن المتقرر عند عامة العقلاء من المسلمين أنه لا تعارض نص صحيح مع عقل صريح، وقد أثبت النص من الكتاب والسنة عدالتهم وأنهم خير الأمة وأزها قلوبا وأكبرها عقولا وأصحهم فهوما وأن الله رضي عنهم ورضوا عنه وقد شهدت بعض النصوص لآحادهم بالجنة، فهذا هو مقتضى النص، فحيث ثبت أن هذا مقتضى النص فيكون أيضا هو مقتضى العقل فالعقل يقضى بما قضى به النص، وسبهم وتنقصهم والقدح فيهم مناقض لدلالة النص ومبطل لها فيكون ضمنا مناقضا لمقتضى العقل ومصادما له فإن بذلك أن سبهم مناقض للمعقول ومصادم للمنقول.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام