فهرس الكتاب
الصفحة 372 من 614

القاعدة السادسة: كل فهم في نصوص الصفات والقدر واليوم الآخر مخالف لفهم السلف فهو بدعة، أو نقول: ما لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولم يأثر عن الصحابة والتابعين من المعتقدات فهو بدعة وهذا الأصل يتضح به فضل السلف على الخلف، فإن السلف رحمهم الله تعالى ورفع نزلهم في جنات عدن وجمعنا بهم في الجنة وحشرنا في زمرتهم كانوا يفهمون من نصوص الصفات واليوم الآخر فهماً خاصاً موافقاً لمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أنهم ينظرون لها من جهتين من جهة المعنى ومن جهة الكيف فأما معانيها فإنها معلومة عندهم، لأنها باللسان العربي فوجب حملها على المعاني المتقررة عندنا في هذا اللسان العربي، وأما كيفياتها فإنهم يوكلون علمها لله تعالى، وباختصار نقول: السلف يعلمون معاني نصوص الصفات واليوم الآخر ويفوضون كيفيتها لله تعالى، وأما القدر فإنهم كانوا يفهمون نصوصه أيضاً فهماً خاصاً جامعاً للأدلة كلها فيثبتون القدر السابق علما وكتابة وخلقاً ومشيئة ويثبتون أن للعباد قدرة ومشيئة، والله خالق ذواتهم وصفاتهم وأفعالهم فهذا فهمهم في هذه الأبواب، وبناء عليه فكل فهم محدث يخالف هذا الفهم فإنه بدعة، وذلك كفهم الجهمية والمعتزلة والاشاعرة والمتردية لنصوص الصفات، وكفهم الفلاسفة أهل التخييل لنصوص اليوم الآخر، وكفهم الجبرية والقدرية لنصوص القدر، فكل هذه الفهوم باطلة بدعة مردودة على أصحابها لمخالفتها لفهم السلف، وكل فهم يخالف فهم السلف فهو بدعة فأنظر كيف عرفنا بدعاً كثيرة ببركة هذه القاعدة، وهذا يبين لك أهمية معرفة القواعد وإجادة التفريع عليها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام