فهرس الكتاب
الصفحة 206 من 614

.. منها: وهو أعظمها الخوض في هذا الباب بلا علم ولا برهان والنزاع فيه، فإن هذا زلل عظيم ومزلق وخيم، وهاوية كبيرة قل من يسلم منها إذا وقع فيها، ولذلك وردت الأدلة والآثار محذرة من ذلك كل التحذير، فقد روى أحمد وابن ماجه بإسناد حسن عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله خرج على الصحابة وهم يتنازعون في القدر، هذا ينزع آية وهذا ينزع آية، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: (( بهذا أمرتم - أو بهذا وكلتم - أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض انظروا إلى ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتهم عنه فاجتنبوه ) ). وروى الطبراني وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن مسعود ? مرفوعًا: (( وإذا ذكر القدر فأمسكوا ) )وحسن إسناده الإمام العراقي وابن حجر والسيوطي والمباركفوري، وقد قال الله تعالى: ? ولا تقف ما ليس لك به علم ? وإن الخوض في القدر بلا علم ولا برهان قد أورث كثيرًا من الأسئلة الاعتراضية التي لا ينبغي أن يسأل عنها وقد أورث أن بعض الناس يبحث في الجوانب الخفية في هذا الباب، وأفضى أيضًا إلى ترك التسليم والإذعان لله تعالى في قدره، وكثير من الناس أقحم عقله الضعيف العاجز في اكتشاف مسائل هذا الباب من غير اهتداء بنور الكتاب والسنة، وهذا أدى إلى التنازع والافتراق في هذا الباب، وكل ذلك سببه الكلام في هذا الباب بلا علمٍ ولا نورٍ من الله، فاحذر من ذلك الأمر الخطير، والله يحفظنا وإياك.

... ومنها: الاحتجاج به على فعل المعائب أي المعاصي وقد تقدم لنا الحكم فيه والأجوبة عنه.

... ومنها: الاتكال على ما كتب وترك تحصيل الأسباب الشرعية وغيرها اعتمادًا على ما سبق به العلم وهذا خطأ فادح ومهيع وخيم جدًا ومدخل شيطاني لابد من سده بمعرفة منهج أهل السنة وقد قدمنا الجواب عن ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام