فهرس الكتاب
الصفحة 171 من 614

.. المرتبة الثانية: مرتبة الكتابة، ومعناها: الإيمان الجازم بأن الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن إلى يوم القيامة وقد أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل السنة على أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب، قال تعالى: ? ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتابٍ إن ذلك على الله يسير ?، وقال تعالى: ? ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ?، وقال تعالى: ? ما فرطنا في الكتاب من شيء ?، وقال تعالى: ? وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتابٍ إن ذلك على الله يسير ?، وقال تعالى: ? قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ?.

... وروى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله ? يقول: (( كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) )، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار إلا وقد كتبت شقية أو سعيدة ) )، والله أعلم.

... المرتبة الثالثة: المشيئة، ومعناها: الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وأنه لا يكون من حركةٍ ولا سكون ولا هداية ولا إضلال إلا بمشيئته وهذه المرتبة قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم وجميع الكتب المنزلة من عند الله تعالى والفطرة التي فطر الله الناس عليها، قال تعالى: ? وربك يخلق ما يشاء ?، وقال تعالى: ? من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ?. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحد يصرفه حيث يشاء ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام