.. المرتبة الأولى: مرتبة العلم، معناها: الإيمان بعلم الله تعالى المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدومات والممكنات والمستحيلات، لا يخفى عنه شيء في الأرض ولا في السماء، فقد علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم وأعمالهم في جميع حركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم ومن هو من أهل الجنة ومن هو من أهل النار من قبل أن يخلقهم، وأنه يعلم كبير الأشياء ودقيقها على السواء، قال تعالى: ? إن الله بكل شيء عليم ?، وقال تعالى: ? ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن ?، وقال تعالى: ? وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبةٍ في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابس إلا في كتاب مبين ?، وقال تعالى: ? إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرس نفس ماذا تكسب غدًا وما تدرس نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ?، وقال تعالى: ? وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا ?، وقال تعالى: ? هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ?.
... وقال - عليه الصلاة والسلام - لما سئل عن أولاد المشركين: (( الله أعلم بما كانوا عاملين ) )متفق عليه، والله أعلم.