.. الأول: الإيمان بأن الله قد بعث في كل أمةٍ من الأمم رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، قال تعالى: ? ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ?، وهذا يتضمن أن دينهم واحد وشرائعهم مختلفة، قال تعالى: ? لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا ?، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة ) ).
... الثاني: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع، كما قال تعالى: ? كذبت قوم نوحٍ المرسلين ?، فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غير نوح حين كذبوه، وقال تعالى: ? لا نفرق بين أحد من رسله ?، أي في الإيمان بأن رسالتهم حق من عند ربهم جل وعلا، وقال تعالى: ? إن الذين كفروا بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقًا وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا. والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحدٍ منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورًا رحيمًا ?، وبناءً عليه فالنصارى الذين كفروا برسالة محمد ? هم في الحقيقة كفار بكل الرسالات من رسالة عيسى وموسى وإبراهيم ونوح - عليه الصلاة والسلام -.