فهرس الكتاب
الصفحة 104 من 614

.. فأما الدليل الفطري: فإن الله تعالى قد فطر النفوس على الإقرار بوجوده وربوبيته ولا ينكر ذلك إلا من تلوثت فطرته بالمؤثرات الخارجية، قال تعالى: ? وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ?، والإقرار بربوبيته جل وعلا متضمن للإقرار بوجوده، وقال - عليه الصلاة والسلام: (( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) )ولم يقل يسلمانه؛ لأنه مسلم بالأصالة وفطرته على الإسلام متضمن لفطره على الإقرار بالوجود، وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: (( خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) )، فلو تركت الفطرة وشأنها لنشأ صاحبها مقرًا كل الإقرار بوجود الله تعالى وربوبيته، فكل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام