.. وعن عبادة بن الصامت ? قال: (دعانا النبي ? فبايعناه فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان) متفق عليه، وعن أنس ? قال: قال رسول الله ?: (( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) )رواه البخاري، وغير ذلك من الأدلة.
... الثاني: تحريم الخروج عليهم بقولٍ أو فعلٍ، وإن ظلموا أو جاروا أو استأثروا ببعض المال، وإن ضربوا ظهرك وأخذوا حقك، وقد أطبق على ذلك أهل السنة والجماعة لكنهم قيدوا ذلك بأمرين: أن نرى كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان، وأن تكون عندنا القدرة الكافية على إبعاده وتنحيته عن هذا المنصب وتولية الأصلح، وذلك مرده إلى العالمين بالمصالح والمفاسد لا إلى الأهواء والأحداث الذين لا يقدرون مصلحة ولا يراعون درء مفسدة، بل همُّ الواحد منهم أن يطفئ حقد قلبه وغل نفسه، فهذه الأمور الكبار مردها إلى أهل العلم الراسخين في علم الكتاب والسنة، فإذا دخلت فيها الأهواء والأفكار المضللة وشهوات النفوس فناهيك عن الفساد والخراب والدمار على الأنفس والأموال، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وفي الحديث الصحيح: أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال - عليه الصلاة والسلام: (( لا ما صلوا ) )، ويستدل على ذلك بالأدلة التي وردت في ذم الخوارج، وسيأتي طرف منها - إن شاء الله تعالى -.