.ج 374: أقول: أهل السنة - رحمهم الله تعالى وغفر لهم وحشرنا في زمرتهم - يدعون إلى كل مكارم الأخلاق وأعظمها الإخلاص والمتابعة، ويدعون إلى أن تعفو عن من ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وإكرام المسكين، والتعاون على البر التقوى والتناهي عن الإثم العدوان، وبر الوالدين، والإحسان إلى الفقراء واليتامى والمملوك والبهيمة بل والإحسان في كل شيء، ويدعون إلى حفظ اللسان عن الغيبة والسباب والشتائم ولغو القول والكذب والنميمة والخوض في أعراض الخلق، وقول الزور، ويدعون إلى حفظ الجوارح وحماية الأركان عن الحرام، ويدعون إلى حفظ الأوقات من الضياع فيما لا يفيد فضلاً عن ما فيه من مضرة، ويدعون إلى التحلي بآداب القرآن والسنة تحقيقًا لقول عائشة - رضي الله عنها: (( كان خلقه القرآن ) )، ويدعون إلى تنفيس الكرب عن المؤمنين والتيسير على المعسرين والستر على المذنبين إذا كان الستر مصلحة راجحة أو خالصة، وأن يكون العبد في عون أخيه، ويدعون إلى احترام وطاعة العلماء والأمراء في غير معصية الله، وأن لا يذكرون إلا بالجميل، ويدعون إلى طلاقة الوجه، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ويدعون إلى إحسان الظن وصفاء النفوس والتسامح، وسلامة الصدر، ونفع من يحتاج إلى النفع بالجاه والمال، ويدعون إلى نبذ التعصب والحذر من الكبر والتزام التواضع ولين الجانب، واتباع الحق واحترام الخلق وإنزال الناس منازلهم، ويدعون إلى تعلم العلم النافع وقرنه بالعمل الصالح والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه، ويدعون إلى قول الحق والحكم به على المؤالف والمخالف والقريب والبعيد والصديق والعدو، ويدعون إلى أداء الأمانات إلى أهلها، وإلى صحبة الأخيار والتباعد والتجافي عن مقاربة الأشرار، ويدعون إلى الرفق واللين في الأمر كله، وإلى الزهد في متاع الحياة الدنيا وعدم الاغترار بزخرفها، ويدعون إلى إفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام