فهرس الكتاب
الصفحة 607 من 614

.فهذا سيد المتوكلين - عليه الصلاة والسلام - قد دخل مكة وعلى رأسه المغفر، وظاهر يوم أحد بين درعين، وقد تواترت الأدلة التواتر المعنوي بحرصه ? على الأخذ بأذكار الصباح والمساء، وذلك أخذًا بأسباب الحفظ، وثبت عنه أنه كان يحرص أن يضع بين يديه العنزة لتكون سترة له أخذًا بأسباب حفظ صلاته من القطع أو نقص الأجر، وكان في بداية أمره ? مستخفيًا في دار الأرقم بن أبي الأرقم ولا يصلي إلا في الشعاب بأصحابه أخذًا بأسباب حفظ بيضة المسلمين، وهاجر هو وأبو بكر ليلاً مستخفيين أخذًا بأسباب السلامة من العدو، واستأجر في سفر الهجرة عبدالله بن الأريقط هاديًا خريتًا أخذًا بأسباب الاهتداء للوجهة الصحيحة وعدم الضياع، ولما أدركهم سراقة أمره ? بإخفاء خبرهم ووعده تاج كسرى بن هرمز أخذًا بأسباب الاحتماء من العدو ومن كيده، واتخذ خاتمًا من فضة نقشه محمد رسول الله أخذًا بأسباب قبول وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله وهي المكاتبة، لأنه قيل له إن الروم لا يقرأون الكتاب إلا إذا كان مختومًا، واتخذ المنبر ليخطب عليه أخذًا بأسباب إبلاغ الصوت لمن كان بعيدًا، وبنى حجر نسائه حول المسجد أخذًا بأسباب الاستتار عن الأعين، وباع واشترى أخذًا بأسباب تحصيل المعاش، وكان يتسحر ويأمر به أخذًا بأسباب التقوية على الصيام، وأفطر يوم عرفة وأظهر فطره للناس ليتقوى على الاجتهاد في الدعاء، وأفطر في سفر من أسفار الجهاد وأظهر فطره للناس ليتقوى على مواجهة العدو وقتالهم، وكان يتخول الصحابة بالموعظة في الأيام أخذًا بأسباب عدم إملالهم أي لئلا تدخل السآمة في قلوبهم من المواعظ، وآخى بين المهاجرين والأنصار في بداية الهجرة ليرسخ أخوة الإيمان في القلوب ولإزالة الوحشة من النفوس وليكسر حاجز العوائد وليكتسب بعضهم من بعض عاداته وتقاليده وليخفف على المهاجرين ألم الفقر والغربة وفراق الأهل والأولاد والأوطان وغير ذلك، فهذه المؤاخاة أخذًا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام