.. ج 362: الرافضة هم الذين يغلون في آل البيت ويرفعونهم عن مرتبة البشرية إلى مرتبة الإلهية ويضفون عليهم من الصفات والأفعال ما لا يليق إلا برب الأرض والسماء ويفضلون علي بن أبي طالب على سائر الصحابة، وبعضهم يعتقد أنه هو الرسول ولكن الملك أخطأ في الرسالة.
... وسموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ?، فإنهم قالوا له: ما قولك في أبي بكرٍ وعمر؟ فقال: هما وزيرا جدي - يعني النبي ? - فانصرفوا عنه ورفضوه.
... ويقال لهم الشيعة وذلك لتشيعهم لآل البيت وغلوهم فيهم.
... وأشهر طوائفهم الاثني عشرية وهم الذين يعتقدون أن الإمامة في الاثني عشر الذين آخرهم محمد بن الحسن العسكري صاحب السرداب - أعني سرداب سامراء بالعراق -.
... وقد ذكر أبو العباس - رحمه الله تعالى - في فاتحة كتابه منهاج السنة أوجهًا كثيرة في مشابهة الرافضة لليهود، فهم بحق اليهودية الصغرى، ولذلك فهم يلتقون مع اليهود في جوانب كثيرة، فبينهم توافق وتجانس كبير يعرف ذلك من نظر في عقيدة الطائفتين.
... ومن أوائل عقائدهم الفاسدة: الإمامة، وتكون بالنص، وهم يعظمون هذا الأصل التعظيم المطلق.
... ومن عقائدهم الفاسدة: التقية، وهي إظهار الموافقة للخصوم، وإبطال التشيع وهذا يكون في أزمنة الضعف، وأما في أزمنة القوة فناهيك عما يفعلونه بأهل السنة من التعذيب والقتل، وفتح أبواب العدو عليهم.
... ومن عقائدهم الفاسدة: الرجعة، فهم يعتقدون بأن إمامهم المزعوم الغائب في السرداب سيرجع، فهم يقفون عند السرداب كل ليلة انتظارًا لخروجه، وقد وضعوا دابة وسلاحًا ويهتفون باسمه، وهكذا كل ليلة.
... ومن عقائدهم الفاسدة: عدم إقامة الجمع والجماعات إلا خلف إمام معصوم.