.. السادسة: قال أهل السنة: بما أن الكرامة قد تشتبه على بعض الناس مع خوارق الكهان والسحرة، فإنه لابد من عرض الأمر على أهل العلم الثقات الأثبات الذين يعرفون الفرقان بين كرامات الأولياء ومخاريق الفجرة، فلا ينبغي اعتمادها وعدها كرامة إلا بعد أن يقول أهل العلم كلمتهم فيها، ولاسيما في هذا الزمن الذي كثر فيه المدعون للصلاح، فالعامي قد يغتر ببعض هذه الظواهر، فلابد من عرض الأمر على أهل العلم ليصدر عن رأيهم، فهم أهل الاستنباط والفهم المبني على الكتاب والسنة، وقد فضح أبو العباس - رحمه الله تعالى - كثيرًا من هذه الدعاوى الكاذبة وبَيَّنَ زيفها وأنها من الشيطان، فلا ينبغي أن يصدر العبد في هذه المسائل من رأي نفسه، بل لابد من رد الأمر إلى العلماء الراسخين، قال تعالى: ? وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ?، ولأنه قد يدعي الكرامة من هو كاذب في دعواه، فيقول: إني رأيت كذا وكذا، وكوشفت بكذا وكذا، وحصل لي كذا وكذا، وهو كاذب في ذلك، فإذا أخذ الأمر بمعزل عن العلماء فناهيك عن الفساد والضلال الذي سيحصل، لكن إذا كان الأمر وقفًا على أهل العلم فلنبشر جميعًا بالهداية والصلاح والتوفيق، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
... السابعة: أن الكرامات التي تخرج على أيدي الأولياء هي دليل على صدق نبوة نبينا ?؛ لأن الكرامة تختلف باختلاف متابعته، فإذا أكرم الله من آمن به واتبع سبيله واقتفى أثره فهذا دليل على أنه رسول من عند الله وأنه صادق كل الصدق في قوله: (( إني رسول الله ) )، إذ لو كانت دعواه للنبوة كذبًا لا يرضاه الله لما أكرم الله أتباعه بمثل هذه الكرامات، والله أعلم.