فهرس الكتاب
الصفحة 508 من 614

.. الأول: أن يكون قائدنا في إثبات شيء من هذه الأشراط إنما هو الدليل الصحيح الصريح فقط، فلا يجوز التعويل في هذا الباب على الأحاديث الضعيفة والموضوعة والآثار الباطلة العاطلة فضلاً عن الآراء المجردة عن البرهان، فإن هذه الأشراط وارتباطها بالساعة من الغيب والغيب مبناه على التوقيف، فما أثبته الدليل الصحيح الصريح، فالواجب إثباته، وما نفاه الدليل الصحيح الصريح فالواجب نفيه، وما لم يثبته ولم ينفيه فلا حق لأحد في إثباته ولا نفيه، وإنما يسعنا أن نقول: الله أعلم.

... وهذا من أهم الأمور لمن أراد الدخول في هذا الباب، وقد سلكت - ولله الحمد والمنة - في سرد هذه الأشراط على ما ثبت به النص من الكتاب والسنة، وهذا من فضل الله تعالى، فالحمد لله أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.

... الثاني: أن تعلم علم اليقين أن هذه الأشراط - أعني الأشراط الكبرى على وجه الخصوص - من العجائب العظام والغرائب الكبار التي تحار فيها العقول وتطيش فيها الألباب، فلا سبيل للعبد إلا أن يصدق بها التصديق الجازم، من غير إقحام لعقله الضعيف في درك شيء من ذلك، وإنما لا يسعه إلا أن يقول: ? آمنا به كل من عند ربنا ?، ونقول في حق الصادق المصدوق ?: ? وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ?.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام