فهرس الكتاب
الصفحة 471 من 614

.. ومن الأشراط أيضًا: فتح القسطنطينية، ويكون فتحها قبل الدجال على يد المسلمين، وقد دل الدليل أن هذا الفتح يكون بعد قتال الروم في الملحمة الكبرى وانتصار المسلمين عليهم فعندئذٍ يتوجهون إلى مدينة القسطنطينية فيفتحها الله لهم بلا قتال وسلاحهم التكبير والتهليل، ففي الحديث عن أبي هريرة ? أن النبي ? قال: (( سمعتم بمدينةٍ جانب منها في البر وجانب في البحر ) )؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: (( لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق، فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاحٍ ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله الا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الاخر، ثم يقولوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون ) )رواه مسلم.

... وفتح القسطنطينية بدون قتال لم يقع إلى الآن، وقد ذكر بعض أهل العلم أنها قد فتحت، والصحيح أنها لم تفتح في عصر الصحابة، فإن معاوية ? بعث إليها ابنه يزيد في جيش فيهم أبو أيوب الأنصاري ولم يتم لهم فتحها ثم حاصرها مسلمة بن عبدالملك ولم تفتح أيضًا، ولكنه صالح أهلها على بناء مسجدٍ بها، وأما فتح الأتراك لها فإنه كان بقتالٍ، والحديث ينص على أنها تفتح بلا قتال، والفتح الذي ذكر في الحديث إنما سيكون آخر الزمان قبيل خروج الدجال، والله أعلم بزمانه تحديدًا، لكنه مربوط بعودة المسلمين إلى عزهم بالتمسك بدينهم ونصرهم لقضاياهم وحماية جنابه وتحقيقه اعتقادًا وقولاً وعملاً وما ذلك على الله بعزيز، والله أكبر ولا إله إلا الله، والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام