.. ومنها: الذب عنه ومحاربة خصومه المكذبين به وكشف زيف كلامهم وفضح أسرارهم وهتك عوارهم ودحض شبهاتهم التي يثيرونها حوله.
... ومنها: الإقبال عليه تلاوة وحفظًا وتعلمًا وتعليمًا ونشرًا.
... ومنها: التحاكم إليه عند التنازع كما قال تعالى: ? فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ?، وقد أجمع السلف على أن الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه.
... ومنها: الاستماع والإنصات عند تلاوته تمسكًا للفائدة ولنزول الرحمة كما قال تعالى: ? وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ?.
... ومنها: الاستشفاء به، فإن الله جل وعلا جعل هذا القرآن هدى وشفاء، كما قال تعالى: ? يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ?، وقال تعالى: ? وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ?، وقال تعالى: ? قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ?.
... وإنه لما خف يقين كثير من الناس في القرآن تعلقت قلوبهم بالعلاج البدني المجرد وتركوا الاستشفاء بالقرآن، وإلى الله المشتكى.
... ومنها: عدم التقدم عليه بقول أو فعل، كما قال تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ?، فلا نقول حتى يقول، ولا نحكم حتى يحكم وهكذا، وبناءً على ذلك فهو المقدم على آراء الرجال ومذاهب أصحاب المذاهب؛ لأنه الميزان الذي يوزن به الحق من الباطل والصواب من الخطأ، فما وافقه من الأقوال فهو الحق والصواب، وما خالفه فهو الباطل والخطأ، فلا عبرة بقولٍ خالفه، ولا اعتداد برأي خالفه، ولا عبرة بمذهبٍ خالفه، ولا عبرة بحكمٍ خالفه، ولا عبرة باجتهادٍ خالفه، فهو الأصل وما سواه ففرع، وهو المتبوع وما سواه فتابع، وهو الميزان وما سواه فموزون، فأسأله جل وعلا أن يجعلنا وجميع إخواننا المسلمين ممن حقق الولاء للقرآن، والله أعلى وأعلم.