فهرس الكتاب
الصفحة 415 من 614

ج/ أن هذه المسألة ليست من المسائل الكبار عند أهل السنة وإنما المهم أن تثبت خلافته وأنه أحق بها من غيره وأنه أفضل الأمة بعد نبينا صلى الله عليه سلم وأن تثبت أيضا وقوع الإجماع على خلافته وإن حصل في بداية الأمر شيء من الخلاف لكن قد انعقد الإجماع على أنه أحق بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا اعتقدت ذلك فسواءً قلت: قد تثبتت خلافته بالنص، أو قلت: بالاختيار، كل ذلك نتيجته واحدة وبأي القولين قلت فالأمر سهل يسير والخلاف فيه سائغ لكن الذي يترجح والله أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دل الأمة على خلافته وأخبر أنه يرضاها وقد عزم على الكتابة بذلك لكن علم صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ورسوله والمؤمنين لا يبغون عن أبي بكر حولا فروى الشيخان رضي الله عنهما في صحيحهما بسندهما عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: أرأيت إن جئت فلم أجدك ـ كأنها تقول الموت ـ فقال عليه الصلاة والسلام (إن لم تجديني فأتي أبا بكر) قال ابن حزم (وهذا نص جلي على استخلاف أبي بكر) أهـ وروى الشيخان أيضا بسندهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه (ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمنٍ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) وعند الإمام أحمد في المسند عنها رضي الله عنها قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبدالرحمن بن أبي بكر (أئتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه) فلما ذهب عبدالرحمن ليقوم قال

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام