فهرس الكتاب
الصفحة 392 من 614

أوجبه الله عليهم من البلاغ أتم القيام، فقلوبنا سليمة عليهم فلا غل ولا حقد ولا كراهة لأحد منهم وأنهم أمنة هذه الأمة كما روى مسلم في صحيحه من حديث أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه قال: (صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي العشاء قال: فجلسنا، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(مازلتم ههنا) ؟ فقلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء، قال (أحسنتم) أو (أصبتم) قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء، فقال (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما توعد) وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يأتي على الناس زمان نغزو فئام من الناس فيقال لهم: فكيم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم فئام من الناس فيقال لهم: فكيف من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ولمسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ فقال:(القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث) .والصحيح عند الجمهور رحمهم الله تعالى أن هذه الأفضلية والخيرية في قرن الصحابة هي باعتبار الأفراد وليس بالنسبة إلى المجموع، إذ الصحبة لا يعد لها شيء ولمشاهدتهم النبي صلى الله عليه وسلم وذبهم عنه ونصرة دين الإسلام وحرصهم على ضبط الوحي الذي تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما من خصلة من خصال الخير إلا والصحابة قد ضربوا فيها أكبر الحظ والنصيب، وهم أحق

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام