ج/ نعتقد أهل السنة رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى أن مرتكب الكبيرة إذا مات مصراً عليها فإنه تحت مشيئة الله تعالى، فإن شاء غفر له كبيرته وأدخله الجنة ابتداءً وإن شاء عذبه في النار بقدر كبيرته ثم يخرجه منها ويدخله الجنة انتقالاً، ويعتقدون م ذلك أنه لا يخلد أحد من أهل القبلة في النار خلود الكفار، وإن طالت فترة عذابهم فمآلهم إلى الجنة، والدليل على ذلك حديث أنس في الصحيح مرفوعاً (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن حبة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير) وفي السنن من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن حافظ عليهن لم كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عهد عند الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه) حديث صحيح، وفي الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه) وقال أهل السنة ذلك لأن فاعل الكبيرة قد أجتمع فيه الموجبات، فما فعله من الكبائر موجب لعقوبته وما عنده من الإيمان موجب لإثابته. فأجتمع فيه موجب الثواب وموجب العقاب فلا نجزم له بأحد الأمرين بل نكل أمره إلى الله تعالى فإن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وبتوضيح أكثر نقول: إعلم رحمك الله تعالى أن مذاهب أهل القبلة في مرتكب الكبيرة في الآخرة هو نتيجة لمذاهبهم فيه في الدنيا.