وقولهم: (وقول باللسان) يدل عليه قوله تعالى (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ الآية) (البقرة:136) فأمرهم هنا بالقول ولم يكتف منهم بمجرد ما في القلب، ومثلها قوله تعالى (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الآية) (آل عمران:84) وقوله تعالى (وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات: من الآية 14) وقوله تعالى (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: من الآية 64) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله) وفي الصحيحين أيضاً من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) وفيهما من حديث أبي هريرة مرفوعاً (الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) واتفق أهل العلم أن الكافر إذا أراد الإسلام فإنه لا بد من التلفظ بالشهادتين بحيث يسمع نفسه على الأقل ولا يكتفي بالإقرار القلبي.
وأما قولهم: (وعمل بالجوارح والأركان) فيدل عليه قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ) (البقرة: من الآية 143) أي صلاتكم كما ورد ذلك في الصحيح، وقوله تعالى: