ج/ يعتقد أهل السنة والجماعة ويشهدون أن الله تعالى يرى يوم القيامة رؤية حقيقة عياناًً بالأبصار فيرى في عرصات يوم القيامة ويرى بعد دخول الجنة، كما يرى القمر ليلة البدر والشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكل ذلك على الكيفية التي يريدها الله تعالى، لا ندخل في هذا الباب متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا بل نثبت ما أثبته النص ونسكت عما سكت عنه ونقف حيث وقف السلف رحمهم الله تعالى، والأدلة على الرؤية قد بلغت مبلغ التواتر، فمن القرآن قوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23:22) وقال تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (يونس:26) وقد فسر أعلم الخلق بربه هذه الزيادة بأنها رؤية الله تعالى، وقال تعالى (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (قّ:35) وأما من السنة فأحاديث كثيرة، منها حديث صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم) ثم تلا هذه الآية (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) رواه مسلم، وفي الصحيح عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس ليس دونها سحاب فإن استطعتم على أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أناساً قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله