فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 614

.. وفي الصحيح من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: (سحر النبي ? يهودي من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ... ) الحديث، وفيه أن النبي ? قال لما حل عنه: (( إن الله شفاني ) )، والشفاء إنما يكون برفع العلة وزوال المرض، فدل على أن له حقيقة وأنه يوجب المرض - بإذن الله تعالى - ,

... ومما يدل على أن له حقيقة ما وقع من السحر لاثنتين من أمهات المؤمنين، عائشة وحفصة - رضي الله عنهما -، أما حديث عائشة ففيه: أنها اشتكت فطال شكواها فقدم إنسان المدينة يتطبب فذهبا بنوا أخيها يسألونه عن وجعها، فقال: والله إنكم تنعتون امرأة مطبوبة، قال: هذه امرأة مسحورة سحرتها جارية لها. قالت: نعم أردت أن تموتي فأعتق. قال: وكانت مديرة، قالت عائشة: - رضي الله عنها: (بيعوها في أشد العرب ملكة واجعلوا ثمنها في مثلها) رواه أحمد في المسند. وقال الهيثمي في المجمع: رجال أحمد رجال الصحيح.

... وأما حديث حفصة فقد رواه مالك في الموطأ أنه بلغه أن حفصة زوج النبي ? قتلت جارية لها سحرتها وكانت مديرة فأمرت بها فقتلت.

... ومن الأدلة أيضًا الواقع، فإننا لا زلنا نشاهد المسحور يمرض ويموت ويجن ويطلق زوجته وعند القراءة عليه يصرخ ويتصرف تصرف المجانين ويزبد ويتقيأ وغير ذلك من الأعراض التي سببها السحر فكيف يقال بعد ذلك لا حقيقة له.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام