ج/ لقد تنوعت دلالة النقل على إثبات هذه الصفة تنوعاً لا يدع لدى العاقل أدنى مجال للشك في أن الله تعالى متصف بها ولا يخالف في إثباتها إلا أعمى القلب أعمى البصر ..
فمن الأوجه: التصريح بها كقوله تعالى (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (الشورى: من الآية 4) وقوله تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) (الأعلى:1)
ومن الأوجه: التصريح بالفوقية لقوله تعالى (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (النحل:50) وقال تعالى (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (الفتح: من الآية 10) وفي الحديث (لقد حكمت فيكم بحكم الله من فوق سبع سماوات)
ومن الأوجه: التصريح بأن الأشياء تنزل من عنده، كقوله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) وقوله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء) (النحل: من الآية 89) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن الأوجه: التصريح بصعود الأشياء ورفعها إليه كقوله تعالى (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (فاطر: من الآية 10) وقوله تعالى عن عيسى (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) (النساء: من الآية 158) وكحديث عروجه صلى الله عليه وسلم الطويل إلى السماء السابعة وفرض الصلاة عليه هناك.
ومن الأوجه: التصريح بعروج الملائكة والأمر إليه كقوله تعالى (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (المعارج:4) وقوله تعالى (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (السجدة:5) ولا تعرج إلا لمن كان في العلو.