ج/ أقول: يعتقد أهل السنة رحمهم الله تعالى اعتقاداً جازما بيقين راسخ أعظم من رسوخ الجبال الرواسي أن الله تعالى موصوف بالعلم الكامل الشامل الذي لم يسبق بجهل فهو يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون وأنه من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله تعالى أزلاً وأبداً قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ الآية) وقال تعالى (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) وقال تعالى (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) وقال تعالى (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وقال تعالى (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) وفي حديث الاستخارة الطويل (اللهم إني أستخيرك بعلمك الغيب الحديث) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ هذه الآية(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سبق علم الله في خلقه فهم صائرون إليه) أخرجه اللاكائي رحمه الله تعالى في شرح العقائد، ودل عليها العقل أيضاً: وذلك من وجوه: