كما قدمنا لك سابقاً، والدليل قوله تعالى (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) (الأنعام: من الآية 54) فقد أضاف النفس إليه وهي لا تقوم بذاتها فدل ذلك على أنها إضافة صفة إلى موصوف جل ربنا وتعالى وتقدس عن أن تكون نفسه كنفس خلقه، وعز جلاله وتعالت عظمته أن يكون عدماً لا نفس له، وقال تعالى لكليمه موسى عليه الصلاة والسلام (ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طه:40،41) فثبت أن لله نفساً، وقال تعالى (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ) (آل عمران: من الآية 28) وقال تعالى عن عيسى عليه السلام (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) فثبت لله نفساً إثباتاً بلا تمثيل ونزهه عن مماثلة خلقه فيها تنزيهاً بلا تعطيل، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول الله تعالى أنا مع عبدي حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم) متفق عليه وإضافة النفس هنا إضافة صفة إلى موصوف، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار قال: لم تزالي جالسة بعدي؟ قالت نعم، قال: قد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بهن لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ومداد كلماته ورضى نفسه وزنة عرشه"رواه مسلم والشاهد منه قوله (ورضى نفسه) فقد أضاف النفس إليه إضافة الصفة إلى الموصوف، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لما قضى الله الخلق كتب كتاباً على نفسه فهو عنده فوق العرش أن رحمتي سبقت غضبي) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (التقى آدم وموسى عليهما السلام فقال له موسى"