الثالث: تسمية الله تعالى بما لا دليل عليه، وهذا تجرؤ على مقام الربوبية والألوهية والأسماء والصفات فتراهم يطلقون على الله تعالى من الأسماء ما لا دليل عليه وذلك كتسمية النصارى له {بالأب} وكقول الفلاسفة الأغبياء الحمقى: الله هو العقل الفعال والعلة الفاعلة والموجب بالذات، وكقول بعضهم عن الله تقدس اسمه: إنه صاحب الفيوضات، وغير ذلك من تخرصاتهم وتهوكاتهم وما هي بأول ضلالاتهم ووقاحتهم وقلة أدبهم، أما أهل السنة رحمهم الله تعالى فإن باب الأسماء عندهم باب توقيفي على الدليل فلا يسمون الله تعالى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم
الرابع: وصفه تعالى بما لا يليق به جل وعلا وتقدس كقول أخبث الطوائف: إنه فقير وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق الخلق، وقولهم أن يده مغلولة، وقول النصارى: إنه أتخذ صاحبة وولداً، وكقول بعض حمقى الكلام، إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوق ولا تحت ولا موجود ولا معدوم ولا أبيض ولا أسود ولا فوق السماوات إله يعبد ولا رب يصلى له ويسجد،وكقول أهل الحلول: إنه خال في خلقه فهو بذاته في كل مكان، وكقول الاتحادية: إنه عين هذا الوجود وهذا الوجود هو عينه فليس هناك خالق ولا مخلوق بل هما عين واحدة لا تنقسم ولا تتجزأ، وغير ذلك من صفات النقص والبهتان التي ينبو عنها القلم ويستحي العبد من تسطيرها، فالحمد لله على السلامة والعافية وأسأله جل وعلا أن يثبتني وإياكم على اعتقاد أهل السنة إلى الممات وأن يحشرنا في زمرتهم والله أعلم.
الخامس: أن يشتق من أسمائه جل وعلا أسماء لبعض المعبودات الباطلة، كتسميتهم اللات من الله والعزى من العزيز وتسميتهم الصنم ألهاً وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم ومعبوداتهم الباطلة.