فهرس الكتاب
الصفحة 244 من 614

الثاني: أن نؤمن بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم لأن القاعدة المتفردة عند أهل السنة أن كل أسم من أسماء الله تعالى يتضمن صفة من الصفات، فلا يتم الإيمان بأسمائه جل وعلا إلا إذا آمنا بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم، فالعزيز أسم و العزة صفه والقوي اسم والقوة صفة والحي أسم والحياة صفة والعليم أسم والعلم صفة، والبصير والسميع اسمان والبصر والسمع صفة وهكذا فأسماء الله تعالى أعلام ونعوت فهي أعلام باعتبار دلالتها على الاسمية ونعوت باعتبار دلالتها على الوصفية وأما الأمر الثالث: فإنه يكون خاصاً بالأسماء التي يكون لصفاتها أثراً متعدٍ، فإذا كانت صفة هذا الاسم لها أثر متعد فإن من تمام الإيمان له أن تؤمن بهذا الأثر، فالبصير اسم والبصر صفة، والأثر هو أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا السماء، فليحذر العاقل الذي يريد لنفسه النجاة أن يراه الله على حالٍ أو في مكانٍ لا يحبه جل وعلا، والسميع أسم والسمع صفة وعموم سمع الله تعالى لكل شيء فلا يخفى على سمعه شيء كما قالت عائشة رضي الله عنها {سبحان من وسع سمعه الأصوات} والعليم اسم والعلم صفة، والأثر هو أنه يعلم كل شيء فيعلم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون فلا يخرج شيء عن كونه معلوماً له جل وعلا، والحكيم أسم والحكمة صفة، والأثر الإيمان التام بأنه جل وعلا الحكيم في أقداره وأفعاله وشرعه، والقدير أسم والقدرة صفة، والأثر هو أن نؤمن بأنه الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه، وهذا شأن الكثير من أسمائه جل وعلا، وأما إذا كانت الصفة ليس لها أثر متعدٍ فالواجب الإيمان بالأمرين الأولين فقط وذلك كالحي، فأنه أسم والحياة صفة ولكن ليس لهذه الصفة أثر متعد، وخلاصة الجواب أن يقال: الواجب في الأسماء أمران: الإيمان بها اسماً والإيمان بما تضمنته من الصفات، وإذا كانت صفة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام