الأول: إضافة أشياء لا يتصور قيامها بذاتها بل لا يتصور قيامها إلا بغيرها، فهذه الإضافة إضافة صفة إلى موصوف، وذلك كإضافة الوجه في قوله تعالى (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27) فالوجه عين لا يمكن قيامه إلا بغيره، فهو إضافة صفة إلى موصوف فنقول: من صفاته جل وعلا أن له وجهاً لائقاً بجلاله وعظمته. ومن ذلك إضافة اليدين في قوله تعالى (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) (المائدة: من الآية 64) فاليد لا يتصور قيامها إلا بغيرها فهي إضافة صفة إلى موصوف فنقول: من صفاته جل وعلا اليدان، فله يدان كريمتان لائقتان بجلاله وعظمته. ومن ذلك إضافة العين في قوله تعالى (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: من الآية 39) والعين من الأشياء التي لا تقوم إلا بغيرها فهي إضافة صفة إلى موصوف فنقول: من صفاته جل وعلا أن له عينين تليقان بجلاله وعظمته ومن ذلك قوله تعالى (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ) (التوبة: من الآية 6) وقوله (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) (لأعراف: من الآية 144) فالكلام شيء لا يقوم بذاته بل لا يقوم إلا بغيره فهو إضافة صفة إلى موصوف فنقول: من صفاته جل وعلا الكلام اللائق به جل وعلا، ومن ذلك قوله تعالى (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (طه: من الآية 81) فالغضب لا يقوم بذاته بل لا يقوم إلا بغيره فهو إضافة صفةٍ على موصوف فيقول: من صفاته جل وعلا أن له غضباً يليق بجلاله وعظمته، وهكذا.