.. وقال - عليه الصلاة والسلام - لما قيل له: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل , فقال: (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له، فأهل السعادة يسيرون لعمل السعادة وأهل الشقاوة يسيرون لعمل الشقاوة ) )ثم قرأ: (( ? فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ? ) )والحديث في الصحيح. وقال - عليه الصلاة والسلام: (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) )، بل إن ترك تعاطي الأسباب اتكالاً على الكتابة السابقة في حقيقته أنه للقدر أصلاً؛ لأن الله تعالى ربط هذا الكون بعضه ببعض ونظم بعضه ببعض وربط الأشياء بأسبابها، ودلنا على السبب إن كنا نريد حصول أثره، فعلمنا دفع قدر الجوع بالأكل، وقدر الظمأ بالشرب، وقدر منازلة العدو، وبحسن الإعداد الباطني والظاهري، وقدر إحكام الشهوة بالزوج للقادر وبالصوم لمن لم يجد، وقدر الفقر بالسعي في طلب الرزق الحلال، وقدر دخول النار بالاجتهاد في العمل الصالح مع ترك الذنوب والمعاصي، وهكذا.
... فهل بالله عليك يقول أحد مع ذلك أنا أبقى مع القدر ولا أدافعه أو أحصله بالأسباب المشروعة، فهذا القول في الحقيقة إنكار للقدر وتكذيب به وإلا فمن مقتضيات الإيمان بالقدر تعاطي الأسباب المشروعة في دفع المكروه وجلب المحبوب، والله أعلم ,
... وأضرب لك مثالين على أهمية تحصيل الأسباب وعدم الاتكال على ما كتب وقدر وهما: