.. في الصحيح عن عائشة أن النبي ? قال: (( من حوسب عذب ) ). قالت عائشة: كيف ذلك والله تعالى يقول: ? فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا ?. فقال: (( إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك ) ).
... فبين النبي ? بذلك أن المراد بقوله تعالى: ? فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا ? أنه حساب عرض العمل فقط لا نقاش فيه، ففي الصحيح عن صفوان بن محرز قال: بينما ابن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال: يا أبا عبدالرحمن، أو قال: يا ابن عمر، هل سمعت النبي ? في النجوى؟ فقال: سمعت النبي ? يقول: (( يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ فيقول: أعرف. فيقول: أنا سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ثم تطوى صحيفة حسناته، وأما الآخرون أو الكفار فينادى على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) ).
... فحساب العرض ليس فيه مطالبة بنتائج النعم، ولذلك فصاحبه يسلم في آخر الأمر، وأما حساب النقاش فإن فيه مطالبة بنتائج النعم، ولذلك فصاحبه هالك لا محالة، قال تعالى: ? ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ?.