فهرس الكتاب
الصفحة 1641 من 2479

[105] كذلك، وجب حصول الذوبان والانحلال في جميع الأجزاء البدنية، وحينئذ يندفع هذا السؤال [ويتم هذا الاستدلال. والله أعلم [1] ].

الحجة الثانية في المسألة: أن [نقول [2] ]: إن المشار إليه لكل أحد بقول «أنا» قد يكون معلوما له، حال كونه غافلا عن جميع الأجزاء الظاهرة والباطنة. والمعلوم مغاير لغير المعلوم، فوجب أن تكون النفس مغايرة لجميع هذه الأجزاء الظاهرة والباطنة.

أما المقام الأول: فالدليل عليه: أن الإنسان حال اهتمامه بالمهم الشديد، قد يقول تفكرت وأبصرت وسمعت، مع أنه يكون حال تكلمه بهذا الكلام غافلا عن وجهه ويده وقلبه ودماغه وسائر أعضائه. وذلك يدل على ما ذكرناه.

وأما المقام الثاني: وهو أن المغفول عنه، مغاير للمعلوم. فهذا بديهي.

وإلا لزم اجتماع النقيضين، وهو محال. وحينئذ يظهر أن النفس غير هذا الجسد [3] .

فإن قيل: إن هذا الكلام عليه سؤالات: السؤال الأول: لم لا يجوز أن يقال: المعتبر في كون الإنسان إنسانا [أجزاء مخصوصة في قلبه، أو في دماغه. فأما أن يكون المعتبر في كونه إنسانا [4] ] هو قلبه مع شكله المخصوص، أو دماغه مع شكله المخصوص، فلا نقول به، وإذا كان كذلك فلا جرم أمكنه أن يعرف نفسه حال كونه غافلا عن جميع الأعضاء كالقلب والدماغ [وغير هما [5] ]؟.

السؤال الثاني: إن هذا الدليل بعينه يبطل أن يكون الإنسان جوهرا

(1) من (ل، طا) .

(2) من (م، ط) .

(3) غنية عن هذا البدن (م) .

(4) سقط (ط) .

(5) من (م) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام