فهرس الكتاب
الصفحة 2074 من 2479

[137]الفصل السابع في حكاية قول الفلاسفة في السبب الذي لأجله يقدر الأنبياء والأولياء على الاتيان بالمعجزات والكرامات

حاصل كلامهم فيه: أنا بينا في كتاب «النفس» : أن القوة الوهمية التي للإنسان، قد تكون قادرة على التأثير في الأجسام. وذكرنا الوجوه الكثيرة في تقرير هذا الباب. وعند هذا قالوا: لا يمتنع وجود إنسان تكون نفسه كاملة في هذه القوة، فلا جرم يقدر على التصرف في هيولى هذا العالم كيف شاء وأراد.

ومما يقوي ذلك أن النفوس الضعيفة إذا اجتمعت فقد يحصل لها نوع من القوة المؤثرة. مثل: الجمع العظيم إذا اجتمعوا على توجيه الفكر إلى شيء معين، ومثل ما يشاهد في صلاة الاستسقاء وغيرها. وإذا كان هذا محسوسا لم يمتنع كون النفس القوية قادرة على الإتيان بهذه الغرائب والبدائع. واعلم أن حاصل هذا الكلام: أن تلك النفس موصوفة بخاصية، لأجلها قدرت على الإتيان بهذه المعجزات والكرامات. وكما أن هذا محتمل، فكذلك سائر الوجوه محتملة. مثل هذه الأحوال إلى الملائكة أو الجن، أو الاتصالات الفلكية، أو أفعال الكواكب، التي هي أحياء ناطقة أو العقول والنفوس. وإذا كان الكل محتملا، كان جزمهم بإسناد هذه المعجزات إلى القوة النفسانية فقط. ترجيحا من غير مرجح.

وهذا آخر الكلام في هذا الباب. ويتلوه الكلام في السحر. ليحصل الفرق بين المعجز، والسحر، والنبي، والساحر [والله اعلم] [1] .

(1) من (ت) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام