وهو من وجوه:
التقسيم الأول: إن الدواعي التي تقع في القلوب على قسمين: منها ما يحصل في القلب بإيقاع العبد، ومنها: ما يحصل فيه ابتداء بتخليق الله تعالى.
والدليل على صحة القول بالقسم الأول: إنا قد نقدر على تغيير الدواعي والبواعث، فقد يكون الواحد منا راغبا في شيء من الأشياء، وفي عمل من الأعمال، ثم إنه يسعى ويجتهد ويزيل عن قلبه تلك الرغبة، وذلك الميل.
وهذا أمر وجداني يجده [1] كل أحد من نفسه. وأما الدليل على صحة القول بالقسم الثاني. فهو إن قدرتنا على تغيير الداعية الحاصلة في القلب، لا يمكن أن تسبق داعية أخرى، فلو كانت تلك الداعية أيضا منا، افتقرنا في تغيير تلك الداعية إلى داعية أخرى. ولزم التسلسل وهو محال. فيثبت: أن الأحوال الحادثة في القلوب ترتقي إلى داعية (ضرورية حاصلة بتخليق الله تعالى ويتفرع عليها داعية ثانية، ويتفرع على تلك الداعية الثانية) [2] (دواعي) [3] بالغة ما بلغت، ويكون تعلق كل داعية بما قبلها تعلقا واقعا على سبيل الوجوب واللزوم وهذه كلمات [4] من وفقه الله تعالى للتأمل فيها، وأزال عن قلبه غشاوة الشبه،
(1) يجده (س) .
(2) من (م) .
(3) من (س) .
(4) وهذه كلمات من (س) .