[337] النوع الرابع عشر للقوم قوله تعالى: وما أرْسلْنا مِنْ رسُولٍ إِلّا لِيُطاع بِإِذْنِ اللهِ [1]
دلت الآية على أن مقصوده تعالى من بعثة الأنبياء إقدام الخلق على الطاعة. فلو كان تعالى يخلق الكفر فيهم، لامتنع أن يكون غرضه من البعثة حصول الطاعة. وهذا التمسك بقوله تعالى: وما خلقْتُ الْجِنّ والْإِنْس إِلّا لِيعْبُدُونِ [2] وهكذا الاستدلال بكل ما جاء في القرآن من قوله: لعلّهُمْ يتّقُون [3] فقُولا لهُ: قوْلًا ليِّناً. لعلّهُ يتذكّرُ أوْ يخْشى [4] فإن هذه النصوص وما يشبهها نصوص صريحة في أنه تعالى يريد [من عباده فعل [5] ] الطاعة والتقوى [ولو كانت الطاعة والتقوى [6] ] من خلق الله تعالى لكان يجب أن يقول: لعلي أتذكر وأتقي.
والجواب: إن القضية الموجبة يكفي في العمل بها، حصول مستمر [7] من وقت واحد وعندنا: أنه تعالى يجعل الكل مؤمنا عارفا في القيمة.
(1) سورة النساء، آية: 64.
(2) سورة الذاريات، آية: 56.
(3) سورة الأنعام، آية: 51.
(4) سورة طه، آية: 44.
(5) من (م، ل) .
(6) من (م، ل) .
(7) مسمى (م) .