احتج [1] «أرسطاطاليس» وأتباعه على فساد هذا المذهب بوجوه ونحن نذكرها، ونبحث فيها على سبيل الإنصاف:
فالحجة الأولى: أنهم قالوا: إن كان المكان بعدا، لزم من حصول المتمكن في المكان، تداخل البعدين، ولكن تداخل البعدين محال، فالقول بأن المكان هو البعد يجب أن يكون محالا. أما بيان الشرطية: فهو أن المتمكن إذا حصل في المكان، ففي هذه الحالة إما أن يبقى البعدان معا، أو يعدما معا، أو يبقى أحدهما، ويعدم الآخر.
أما القسم الثاني: وهو أنهما يعدمان معا، فهذا باطل. وإلا لزم أن يكون المتمكن المعدوم حاصلا في المكان المعدوم [2] وأنه محال.
وأما القسم الثالث: فهو أيضا باطل، وإلا لزم أن يكون المتمكن المعدوم، حاصلا في مكان موجود أو بالعكس. وذلك أيضا باطل [ولم بطل [3] ] هذان القسمان، بقي القسم الأول وهو أن يكون كل واحد منهما
(1) هل يعقل أن يكون أبعادا مستقلة بأنفسها الخ (م، ت) .
(2) مكان معدوم (م) .
(3) سقط (م) .