اعلم [1] : أن الموجود. إما أن يكون واجبا لذاته، وإما أن يكون ممكنا لذاته. أما الواجب لذاته فهو الله جل جلاله. وأطبق المحققون على أنه يجب أن يكون، لا متحيزا، ولا حالا في المتحيز. وأما الممكن لذاته. فإما أن يكون قائما بالنفس، وإما أن يكون قائما بالغير. والقائم بالنفس. إما أن يكون متحيزا، وإما أن لا يكون متحيزا. والقائم بالغير. إما أن يكون قائما بالمتحيز، وإما أن يكون قائما بغير المتحيز. فهذه أقسام أربعة.
فأما الذوات المتحيزة والصفات القائمة، فهي معلومة الثبوت. وأما الذوات التي لا تكون متحيزة فهي المسماة في اصطلاح الفلاسفة بالمفارقات، وفي اصطلاح قوم آخرين بالأرواح. وهي على قسمين. لأن هذه الذوات. إما أن يقال: كما أنها ليست أجساما، ولا حالة في الأجسام، فكذلك ليست متعلقة بالأجسام على سبيل التصرف والتدبير [وإما أن يقال: إنها متعلقة بالأجسام على سبيل التصرف والتدبير [2] ] والأول تسميها الفلاسفة بالعقول المجردة.
(1) بعد فراغ المؤلّف من الجزء السادس كتب هكذا: «بسم الله الرحمن الرحيم. وبه ثقتي.
الكتاب السابع في الأرواح العالية والسافلة. وفيه مقالات. المقالة الأولى في المقدمات. وفيها فصول. الفصل الأول: في تفصيل مذاهب الناس فيها. اعلم أن الموجود الخ».
(2) سقط (م) .