اعلم أنه حصل في هذه المسألة أنواع من الدلائل:
البرهان الأول: إنا لو فرضنا كون كل ممكن، معلولا لممكن آخر، [لا [1] ] إلى نهاية، لزم كون تلك الأسباب والمسببات موجودة [دفعة واحدة بأسرها، بناء على المقدمة التي بيناها، وهي أن السبب لا بد وأن يكون موجودا] [2] حال وجود المسبب، وإن ثبت هذا، فنقول: مجموع تلك الأسباب والمسببات: ممكن الوجود، والدليل عليه: إن ذلك المجموع مفتقر في تحققه إلى تحقق كل واحد من تلك الآحاد [وكل واحد من تلك الآحاد] [3] ممكن، فالمجموع مفتقر إلى الأسباب [4] الممكنة، والمفتقر إلى الممكن أولى بالإمكان، فثبت أن ذلك المجموع ممكن الوجود لذاته، وكل ممكن فله مؤثر، فذلك المجموع له مؤثر.
فنقول: المؤثر في ذلك المجموع، إما يكون نفس ذلك المجموع، أو أمرا داخلا فيه، أو أمرا خارجا عنه، فهذه أقسام ثلاثة لا مزيد عليها.
(1) من (ز) .
(2) من (ز) .
(3) من (ز) .
(4) الأشياء (س) .