فهرس الكتاب
الصفحة 1384 من 2479

[45] زمان السكون، لزمكم انقطاع حركات الأفلاك. وذلك عندكم باطل. وإن لم يحصل هناك سكون متخلل بين الآنين، فحينئذ يلزم تتالي الآنات. وهو المطلوب.

إذا عرفت هذا، فنقول: إنا أردنا إيراد هذا الكلام في صورة البرهان قلنا: لا شك أن حصول الملاقاة. بين كرة «زحل» وبين الكرة المكوكبة، تقع دفعة في آن. وصيرورة تلك النقطة لا ملاقية ولا مماسة، تقع أيضا في آن. فإن حصل بين الآن زمان، يكون «زحل» فيه ساكنا، لزم انقطاع حركات الكواكب. وهو باطل. وإن لم يحصل هناك هذا الزمان المتخلل، فحينئذ يلزم تتالي الآنات. وهو المطلوب.

الحجة الخامسة في إثبات تتالي الآنات: أن نقول: لا شك أن مركز كرة التدوير نقطة. فإذا تحرك الفلك الحامل، فإنه يرتسم من حركة مركز التدوير دائرة، تسمى في علم الهيئة ب «الدائرة الحاملة لمركز التدوير» وتلك الدائرة بجميع أجزائها، صارت ممسوسة لتلك النقطة. لكن النقطة لا يماسها إلا نقطة. فلما كانت هذه النقطة التي هي المركز، قد مست جميع أجزاء تلك الدائرة، وثبت أن المماسة ما حصلت إلا على النقطة، وجب القطع بأن تلك الدائرة مرتسمة من النقط المتوالية، وذلك يقتضي كون الخط مركبا من النقط المتلاقية، وذلك يوجب القول بالجوهر الفرد. وأيضا: فتلك المماسة المتعاقبة إنما تحصل في آنات متلاصقة. وهذا يوجب القول بتتالي الآنات. وهو الذي أردناه في هذا المقام. والله أعلم.

في بيان أنه لما كانت الحركة مركبة من أجزاء متعاقبة، كل واحد منها لا يقبل القسمة، وكان الزمان من آنات متتالية، كل واحد منها لا يقبل القسمة، وجب أن يكون الجسم مركبا من أجزاء لا يتجزأ كل واحد منها، ولا يقبل القسمة.

واعلم: أن هذا الفصل كالمتفق عليه بيننا وبين الفلاسفة. فإن الكل اتفقوا على أن الحركة والزمان والمسافة: أمور ثلاثة متطابقة. فإن ثبت كون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام