فهرس الكتاب
الصفحة 1976 من 2479

[35]الفصل الخامس في حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال

اعلم أنه قبل الخوض في تقرير هذا النوع من الشبهات، لا بد من التنبيه على مذاهب الخلق فيه. فنقول: أما أبو الحسن الأشعري رحمة الله عليه فإنه جوز انخراق العادات [1] من كل الوجوه، وبيانه يذكر في مسائل:

الأولى: إن عنده قبول الحياة والعلم والقدرة والشهوة والنفرة، لا يتوقف على حصول البنية والتركيب، فالجوهر الفرد قابل لهذه الصفات. فعلى هذا التقدير لا يمتنع كون الجوهر [موصوفا بجملة أنواع العلوم، موصوفا بجميع أنواع [2] ] القدر، حتى يكون ذلك الجوهر الفرد [3] ] أكمل العلماء وأقوى القادرين، ولا يمتنع أن يكون الإنسان الموصوف بالمزاج المعقول يكون ميتا جمادا.

المسألة الثانية: إن الجمهور يقولون: إن عند حصول الشرائط الثمانية

(1) قال ابن تيمية المتوفي سنة 728هـ. في كتابه النبوات: «قالت طائفة: لا تخرق العادة إلا لنبي، وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان وبكرامات الصالحين، وهذه طريقة أكثر المعتزلة وغيرهم كأبي محمد بن حزم وغيره، بل يحكى هذا القول عن أبي إسحاق الأسفراييني، وأبي محمد بن أبي زيد الخ» وكلام هذه الطائفة هو الحق. فإن أفعال السحرة والكهان وكرامات الصالحين ليست من الأمور الخارقة للعادة.

(2) من (ل) ، (طا) .

(3) سقط (ت) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام