وهذه الشبهة قد ذكرها الله تعالى في القرآن مرارا وأطوارا. قالوا: الدليل عليه: أن كون الرسول من جملة الملائكة، أفضى إلى الغرض [والأفضى إلى الغرض [1] ] هو الذي يفعله الفاعل الحكيم. فيفتقر هاهنا إلى تقرير هذين المقامين:
المقام الأول: وهو بيان أن كون الرسول من جملة الملائكة أفضى إلى الغرض فيدل عليه وجوه:
الأول: إنه لما كان الملك في غاية القوة والقدرة والشدة. فالناس يخافونه، ويهابونه، فكان انقيادهم لطاعته أكمل، فكان أفضى إلى المقصود [2] .
والثاني: إنه إذا كان ملكا، وكان لا يأكل ولا يشرب ولا يتزوج ولا يرغب في تحصيل المال والجاه. كان وثوق الناس بصدقه أقوى، وبعدهم عن الكذب والريبة أكمل، فكان هذا الطريق أفضى إلى الغرض.
والثالث: إن منصب رسالة الله تعالى أعظم المناصب وأعزها وأشرفها،
(1) من (ط، ل) .
(2) المطلوب (ط) .