اعلم: أنك لا ترى في الدنيا مسألة أهم للعاقل من هذه المسألة، فوجب على كل من عنده شيء من العقل، أن يكون عظيم الاهتمام بمعرفتها. فنقول أهل العلم [1] لهم في النفس مذهبان:
أحدهما: إنها عبارة عن جسم مخصوص، موصوف بمزاج مخصوص.
والثاني: إنها جوهر قائم بذاته، مغاير لهذا البدن، ولجميع أجزائه.
سواء قلنا: إنه جسم مخالف للأجسام العنصرية البسيطة أو المركبة، أو قلنا: إنه جوهر ليس بجسم ولا بجسماني.
أما القائلون بالقول الأول. فهم فريقان:[أحدهما: أهل البحث والنظر.
وثانيهما: أهل التقليد والأثر. أما [2] ] أهل البحث والنظر فالجمهور منهم اتفقوا على أن النفس بهذا التفسير يمتنع بقاؤها بعد موت البدن، بناء على أن القول بالبعث والقيامة غير ممكن. وذلك لأنه بعد الموت قد فني هذا المزاج، وبطل هذا التركيب. والمعلوم يمتنع عوده بعينه.
(1) العالم (ل) .
(2) سقط (ل) .