اعلم [1] : أن صعوبة هذا العلم تظهر من وجوه ثلاثة: الأصل الأول: إنه يعسر علينا معرفة جميع النيرات الفلكية. وبيانه من وجوه: الأول: إن الاستقراء يدل على أن رؤية الصغير من المسافة البعيدة:
ممتنعة. وإذا ثبت هذا فنقول: إن أصغر كوكب من الكواكب الثابتة وهو الذي تمتحن برؤيته القوة الباصرة، مثل الأرض بضع عشرة مرة. فلو قدرنا أن هذه الكواكب حصلت في الفلك الأعظم، لصارت المسافة [2] أعظم، فحينئذ كان يمتنع إبصاره لا محالة. وإذا ثبت هذا، فنقول: إنه يقال: إن عطارد جزء من ثلاثين ألف جزء من كرة الأرض. فهو في غاية الصغر، فلو قدرنا حصول كواكب مساوية لعطارد في الجرم على الفلك الأعظم [أعني الجرم الأول [3] ] لكانت رؤيتها ممتنعة قطعا. فثبت: أن عدم إبصارنا لأمثال هذه الكواكب، لا يدل البتة على عدمها. فإن قالوا: لو حصلت هذه الكواكب الصغيرة، لم تكن
(1) الفصل الثاني في بيان هذا العلم عسر جدا: إن صعوبة العلم تظهر من وجوه ثلاثة الأول
الخ (ت) .
(2) المسافة أبعد، وكان يمتنع (ت) .
(3) سقط (ت) .