فهرس الكتاب
الصفحة 1523 من 2479

[193]الفصل الثالث في الاعتراض على الدليل المذكور في أن العالم واحد

احتج أصحاب «أرسطاطاليس» على صحة هذا القول من وجوه: الحجة الأولى: قالوا: ثبت أن شكل العالم هو الكرة، فلو حصل عالمان، لكانا كرتين، والكرتان إذا حصلتا، لزم أن يحصل فيما بينهما خلاء متقدر بمقدار معين. والقول بالخلاء قد ثبت أنه محال. فوجب أن يكون القول بإثبات العالمين محالا.

الحجة الثانية: قالوا: لو فرضنا عالمين، لحصل في داخل كل واحد منهما أرض وهواء، وماء ونار. ضرورة أن التركيب والمزاج لا يحصل إلا بهذه العناصر. والجسم الواحد لا يكون له إلا حيز واحد بالطبع. ومتى كان الأمر كذلك، كان بقاء أحد هذه العناصر في أحد ذينك الحيزين: قسرا دائما.

والقسر الدائم محال، فكان القول بوجود العالمين محالا.

الحجة الثالثة: إنه ثبت أن إله العالم واحد موجب بالذات. وثبت أن الواحد لا يوجد إلا الواحد، فوجب أن لا يكون الصادر الأول عنه، إلا عقلا واحدا. وأن يصدر عن ذلك العقل: عقل وفلك. كما شرحنا كيفية ترتيب الوجود على مذهبهم.

فلو فرضنا عالمين متباينين، لزم أن يحصل هناك عقول غير هذه العقول،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام