وتقديره: أن نقول: القرآن يدل على أن العبد قد يفعل أمورا. متى فعلها. فإنه تعالى يجازيه عليها بأفعال أخرى، ومتى كان الأمر كذلك، وجب أن تكون تلك الأفعال واقعة بتكوين العبد، لا بتكوين الله تعالى. بيان المقدمة الأولى [1] : إن الآيات: جزاءً بِما كانُوا يعْملُون [2] جزاءً بِما كانُوا يكْسِبُون [3] لِيجْزِي الّذِين أساؤُا بِما عمِلُوا، ويجْزِي الّذِين أحْسنُوا بِالْحُسْنى [4] يا أيُّها الّذِين كفرُوا لا تعْتذِرُوا الْيوْم. إِنّما تُجْزوْن ما كُنْتُمْ تعْملُون [5] ذلِك بِما قدّمتْ يداك [6] الْيوْم تُجْزى كُلُّ نفْسٍ بِما كسبتْ [7] فأخذتْهُمْ صاعِقةُ الْعذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يكْسِبُون [8] هذه الآيات وأمثالها دالة على أن العبد إذا أتى بهذه الأفعال فإنه تعالى يجازيه
(1) الأولى بآيات جزاء الخ (م) .
(2) سورة الواقعة، آية: 24.
(3) سورة التوبة، آية: 95.
(4) سورة النجم، آية: 31.
(5) سورة التحريم، آية: 7.
(6) سورة الحج، آية: 10.
(7) سورة غافر، آية: 17.
(8) سورة فصلت، آية: 17.