فهرس الكتاب
الصفحة 261 من 2479

المسألة الأولى في البحث عن معنى قولنا: إنه واجب الوجود لذاته

اعلم. أنه يمكن تفسيره بأمور ثلاثة: أحدها: أنه الذي يستحق الوجود من ذاته. وثانيها: أنه الذي لا يقبل العدم، أو أنه الذي لا يصح عليه العدم. وثالثها: أنه الذي لا يتوقف وجوده على سبب منفصل فهذه وجوه ثلاثة مغايرة.

ولنذكر الفرق بين هذه المفهومات الثلاثة:

أما قولنا: إنه الذي يستحق الوجود من ذاته. فهذا مفهوم ثبوتي. وهو يفيد كون ذاته علة لوجود نفسه. وأما الوجهان الآخران. وهما قولنا: إنه لا يقبل العدم، أو إنه الذي يستغني عن السبب. فمفهومان سلبيان [1] .

ثم نقول: قولنا: واجب الوجود لذاته هو الذي لا يقبل العدم [من حيث هو هو. فيه بحث. وذلك لأن الوجود من حيث إنه وجود، لا يقبل العدم] [2] البتة، مع أن مسمى الوجود، ليس واجبا لذاته.

وأما قولنا: إن واجب الوجود لذاته، هو الذي لا يكون وجوده معللا بسبب منفصل، فهذا أيضا فيه نظر. لأن أقسام الموجودات، بحسب التقسيم

(1) متباينات (ز) .

(2) سقط (ط، س) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام